تصريح حول الأحداث التي واكبت تعيين رئيس جديد لجامعة بوغاز ايتشي​

05. 01 . 2021


بعد تعيين رئيس جديد لجامعة بوغاز ايتشي والتي تحتل مكانة مرموقة في نظام التعليم العالي لدينا ، كان من الضروري مشاركة البيان التالي مع الرأي العام بسبب الرؤى المختلفة التي تداولتها وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وقنوات الاتصال.

كما هو معروف ونظرًا لانتهاء فترة رئاسة رئيس جامعة بوغاز ايتشي السابق ، فقد بدأت عملية تعيين رئيس الجامعة الجديد في سيرها الطبيعي وفي إطار التشريع ذي الصلة ، وكما هو الحال في عمليات تعيين رئيس الجامعة فقد تم تقديم ملفات المرشحين إلى رئاسة الجمهورية . ومن تم البت في عملية التعيين وذلك بتاريخ 02 كانون الثاني 2021 وفقًا للمادة 13 من قانون التعليم العالي رقم 2547 والمواد 2 و 3 و 7 من المرسوم الرئاسي رقم 3 ، وهكذا تم تعيين الأستاذ الدكتور مليح بولو رئيساً لجامعة بوغازايتشي من قبل رئيس جهوريتنا .

إن الاستاذ الدكتور مليح بولو يتوفر فيه كافة الشروط التي كان موجودة عند باقي المرشحين . اذ ان تشريعاتنا الموجودة لا تتضمن اي فقرة تشير الى استحالة تولي استاذ دكتور إلا من ضمن الكادر الأكاديمي الخاص للجامعة . هذا في الوقت الذي تولى رئاسة الجامعة وفي عهدين مختلفين رجال علم من خارج الكادر الأكاديمي للجامعة فأدوا مهامهم بصورة متميزة ولم يتعرضوا لأي انتقاد . من المعروف جيدًا في الأوساط الأكاديمية أن الجامعات الناجحة وفي العديد من البلدان ، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، يتم تعيين المرشحين لمنصب رئيس الجامعة المنتسب الى جامعات أخرى.

فليس وارداً ربط شرط النجاح لإدارة الجامعة بانتساب رئيس الجامعة المعين الى نفس الجامعة وكونه من ضمن الكوادر الأكاديمية فيها ، اذ ان هذا التشريط ليس له مثيل في كافة جامعات العالم . لا ينبغي أن ننسى أن المرشح الذي عينه رئيس الجمهورية كرئيس للجامعة أكمل سبع سنوات من أهم مرحلة في مسيرته الأكاديمية في جامعة بوغازيجي ، أي أنه تلقى تدريبه كأكاديمي في نفس الجامعة الذي تم تعيينه رئيسًا لها.

ومن جهة اخرى هناك العديد من الأمثلة على مثل هذا التعيين في نظام التعليم العالي طول السنوات الأخيرة . والأستاذ الدكتور مليح بولو والذي تم تعينه من قبل رئيس الجمهورية رئيساً للجامعة يتميز بتجربة ادارية حيث سبق له أن تولى مهام الرئيس المؤسس لجامعة استينيا وتولى ايضا رئاسة جامعة الخليج وعمادة كلية في جامعة شهير .

وبهذه المناسبة وبصفتنا كمجلس تعليم عالي ، نود أن نلفت الانتباه إلى جانب آخر من القضية وهو إن الطريقة التي يتم بها تعيين رئيس الجامعة مهمة بالطبع لنجاح الجامعة ، ولكن الأكثر اهمية هي أداء الإدارة بعد التعيين . لسوء الحظ ، يُنظر إلى أمر تعيين رئيس جامعة في بلدنا على أنه بداية القضية ونهايتها ، فنحن كمجلس تعاليم العالي نحاول كسر هذا الرأي الخاطئ من خلال احلال ثقافة المساءلة وقد نشرنا تقارير نجاح جامعاتنا لهذا الغرض في السنوات الأخيرة.

ونرى أن جلب انتباه وانتقاد الدوائر الأكاديمية والرأي العام وحتى الأوساط السياسة في هذه المرحلة نحو هذا الجانب سيساهم ضمن الجهود المبذولة في رفع مستوى الجودة في التعليم العالي . ومن الجدير بالذكر انه تمت مشاركة تقرير عن الأداء الأكاديمي لجامعاتنا مع الراي العام بعد يوم أو يومين فقط من تعيين رئيس جامعة بوغازايتشي ، إلا انه رأينا مع بالغ الأسف تركيز الرأي العام على طريقة تعيين رئيس الجامعة مع إعطاء القضية وجهة سياسية معينة بدلاً من الاهتمام للبيانات والمعطيات التي نشرت حول اداء الجامعات وفي جوٍّ من الشفافية والمصداقية .

عند تعيين رؤوساء الجامعات ليس من الضروري التركيز ما اذا كانوا ضمن الكادر الأكاديمي لتلك الجامعات بل النظر الى الحصيلة العلمية والمساهمة الأكاديمية له سواء من ناحية الانتقاد او التشجيع ، بل العمل على انهاء مهام هؤلاء الاشخاص الذي يثبتون من خلال فشلهم في التقييمات الدولية العلمية . إذا أردنا المضي قدمًا في الحياة العلمية التركية ، فعلينا مناقشة هذه القضايا في جوٍّ من الحرية وسعة الصدر والعمل على انتاج الافكار وترجمة تلك الافكار الى خطوط عريضة تستظل تحتها التفاهم الواسع في التعليم العالي التركي .

وعند النظر الى الموضوع من زاوية ان الدولة تقوم بتغطية الرواتب وجميع المصاريف وتسديد مصاريف جميع احتياجات البنية التحتية لجميع أعضاء الهيئة التدريسية والإداريين ، ويتم منح الإداريين العامليين واعضاء الهيئة التدريسية ضمانًا وظيفيًا غير مشروط من قبل الدولة حتى نهاية فترة خدمتهم واحالتهم الى التقاعد ، ومع كل هذه الخدمات لا يمكن تصور فكرة ان الدولة لا يمكن ان تمتلك حق التصرف ولا يكون لها الكلام النهائي في البت في أمور تعيينات المدراء والرؤوساء ، فاذا وصل الأمر الى هذا الحد فيجب ان نقر ان هذا النموذج ليس له مثيل في العالم كله .

ولذا فانه لا يجب التعامل مع القضايا المتعلقة بالتعليم العالي بصورة فردية ضيقة ولكن ضمن مفهوم نظامي متكامل وبناءً على أساس فلسفي ، مع محاولة إيجاد الحلول من خلال السعي إلى ضمان توافق واسع في المجتمع.

ونود أن نعرب عن أنه سيكون لدينا مبادرة ستحتضن جميع مكونات النظام من أجل النهوض بحياتنا العلمية ، وإنشاء نمو موجه نحو الجودة من خلال التطور بشكل أسرع على أساس التطور المستمر لجامعاتنا ، وكذلك خلق مناخ أكاديمي تتبنى الاشراف والتطور الذاتي . بالإضافة إلى ذلك ، نعتقد أنه من المهم جدًا لطلابنا أن يكون لديهم معرفة حقيقية حول اللوائح المنظمة حول التعليم العالي والقرارات المتخذة ، في جوٍّ مفعم بالحب لكي يتحركوا بشكل فعال في المساهمة في بناء مستقبل هذا البلد وتنميته. ولهذا فان تحركاتنا يجب ان تتركز على الطالب وان تكون المناهج منصبة في التوجة التام نحو الطالب .

وأخيراً فان الجامعة ليست مؤسسة تدار فقط بالاعتماد على المعرفة العلمية والخبرة الإدارية لرئيس الجامعة. بل عليه استشارة كافة المراتب الادارية العليا التي تتكون منها الجامعة والاستماع الى أرائهم واشراكهم في العملية الادارية . نحن نعتقد أن جامعة بوغاز ايتشي بكافة اساتذتها وطلابها جنباً الى جنب ستتحرك بخط ثابت نحو الأفق حيث اشراقة شمس التطور والتفوق الباهر وستسعى في الحصول على النجاح الباهر والموقع الأفضل في ضوء العلم والمعرفة . ونعتقد ان رؤوساء جميع الجامعات بما في ذلك جامعة بوغاز ايتشي سيتعاملون مع جميع الأساتذة والطلبة دون تمييز كأعظم رصيد وأغلى ثروة يمتللكونها . إننا كمجلس تعليم عالي وتحت ضوء المبادئ العالمية سندعم اليوم كما دعمنا بالأمس جامعة بوغاز ايتشي في مساهمتها الفعالة وبالاستفادة من خزينها العلمي في رقي وانتاج العلم في بلدنا .

مجلس التعليم العالي