بعد مضي 39 عاماً من يوم تأسيسه ؛ يستعد مجلس التعليم العالي لانجاز مشاريع ستشكل نقطة تحول في الحياة العلمية

 

يستعد مجلس التعليم العالي (YÖK) بعد أن مضى 39 عاماً على تأسيسه تخلله فترة تعرض الى انتقادات بسبب تصوره الذي خلَّفه " ميراث 12 أيلول" حول سلطته وسيطرته الرقابية على الجامعات ليدخل في طور جديد من التصور وادراك المهام وصبغ المجلس بصبغة جديدة مشبعة بالدراسات المبتكرة مع اعطاء أهمية قصوى لمعاير الجودة والجدارة في الجامعات .

تم تأسيس مجلس التعليم العالي  بقانون التعليم العالي رقم 2547 ، والذي أعده مجلس الأمن القومي  بعد الانقلاب العسكري في 12 أيلول 1980 ونشر في 6 تشرين الثاني 1981.

إن مجلس التعليم العالي (YÖK) الذي يجمع تحت مظلته جميع مؤسسات التعليم العالي في تركيا ، والتي يبلغ عددها 207 ( بالاعتماد على احدث احصائية ) ، ويقوم بمهام التنسيق وترشيد قطاع واسع يتكون من 8 ملايين طالب و 175 ألفًا من الكوادر الأكاديمية  .

وتولى رئاسة مجلس التعليم العالي منذ تأسيسه بالتسلسل الأستاذ الدكتور إحسان دوغرامجي والأستاذ الدكتور محمد صاغلام والأستاذ الدكتور  كمال غوروز والأستاذ الدكتور أردوغان تزيج والأستاذ الدكتور يوسف ضياء أوزكان والأستاذ الدكتور غوكان شتين صايا .

وتولى بعدهم الأستاذ الدكتور محمد يكتا سراج رئاسة مجلس التعليم العالي وكالة لحد تاريخ 6 تشرين الثاني وبتاريخ 11 من الشهر نفسه تم تثبيته أصالة في المنصب.

لقد قام الدكتور سراج ومنذ توليه المهام بتغيرات أساسية واسباغ مجلس التعليم العالي صبغة جديدة ويحدوه في العمل مفهوم فلسفة " الادارة الجديدة " والتي يبني عليها مجلس التعليم العالي تصوره الجديد . الى درجة حلَّت مقولة لماذ لا يتدخل مجلس التعليم العالي ؟ بدلا من مقولة ؛ لماذا يتدخل مجلس التعليم العالي ؟ بل دخلت مؤسسات التعليم العالي الى طور التمتع بصلاحيات اكثر . 

لقد بدأ مجلس التعليم العالي حركته في نطاق رؤياه ومهامه الجديد مبنياً عمله على أساس من المهنية والجدارة والشفافية ؛ فأثمر عمله عن تأسيس مجلس الجودة في التعليم العالي وتنفيذ مشاريع كمشروع التمايز والتخصص في المهام ومشروع 100/2000  ومشروع التدويل الهادف والتعاون الجامعي الصناعي والتحول الرقمي ومشروع العلم المفتوح والوصول المفتوح ومشروع المهن المستقبلية والمختبر الافتراضي لمجلس التعليم العالي ومشاريع تصب في الاهتمام الذي يبديه مجلس التعليم العالي للمشاريع المستقبلية ومشاريع اخرى سيكشف النقاب عنها قريبا مثل مشروع مجلس التعليم العالي / الأناضول واعمال اخرى تضمها دائرة الاهتمام لمجلس التعليم العالي والذي يصب ما يبديه المجلس من أهمية للجودة والحداثة في اعماله . 

لقد خطى مجلس التعليم العالي خطوات استباقية لتحديث المجلس وذلك من خلال مشروع تمايز المهام المرتكز على التنمية المناطقية ومشروع التخصص المرتكز على البحث والذي بدأه مجلس التعليم العالي بادارته الجديدة  .

لقد تم البدء بالاعلان عن تقرير نتائج أداء الجامعات البحثية بكل شفافية مع الرأي العام ضمن نطاق المشروع الذي تم تنفيذه في اتجاهين ، وهما ؛ الجامعات ذات التوجه الإنمائي المناطقي ، والجامعات البحثية .

وبالنسبة للجامعات الوقفية / الأهلية ، فمجلس التعليم العالي ماض في تنفيذ سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى زيادة جودة الجامعات الوقفية / الأهلية ، وذلك بإلزام هذه الجامعات بتخصيص ميزانيات للبحث والتطوير واعداد أعضاء الهيئة التدريسية . ولأول مرة في تاريخ التعليم العالي ، تم البدأ بنشر "تقارير المراقبة والتقييم السنوية للجامعة" و "تقارير مؤسسات التعليم العالي الوقفية / الأهلية ".

 

- يتم اعداد خمسة آلاف من طلبة الدكتوراه في المجالات التي تلبي احتياجات تركيا

يعلق مجلس  التعليم العالي أهمية كبرى على برامج المنح الدراسية القائمة على التفوق ، والتي بدأها لأول مرة مجلس التعليم العالي. وكان أبرزها "برنامج المنح الدراسية للدكتوراه لمجلس التعليم العالي  100/2000" ، حيث حصل 2000 شخص على منح الدكتوراه في كل دعوة للمنحة حيث نفذ هذا المشروع تحت شعار " اجيال قوية لمستقبل واعد " حيث تم اختيار 100 اختصاص ذات اولوية .

لقد تجاوز عدد الطلاب المستفيدين من منحة مجلس التعليم العالي في هذا المجال 5000 طالباً اعتبارًا من هذا العام. بالإضافة إلى ذلك ، احتلت منحة أبحاث الدكتوراه في خارج القطر (YÖK-YUDAB) مكانها بين مشاريع المنح الدراسية المهمة والتي تم تنفيذها لحد الآن .

 

- زيادة قياسية في عدد الطلاب الدوليين

لقد بدأت الخطط الهادفة التي وضعها مجلس التعليم العالي في مجال التدويل تؤتي ثمارها. مع إعداد "وثيقة استراتيجية التدويل في التعليم العالي" ، بحيث تجاوز عدد الطلاب الدوليين 200 ألف طالب ومن 182 دولة. وقد لوحظ أن معدل الزيادة هذا لم يُلاحظ في أي دولة أوروبية في السنوات الثلاث الماضية.

تم اتخاذ بعض القرارات للتأكد من أن وباء مرض فيروس كورونا العالمي لن يؤثر سلبًا على تدفق الطلاب الدوليين إلى البلاد ، وتم تنظيم معرض افتراضي للتعليم العالي باسم الدراسة في تركيا / المعرض الافتراضي لمؤسسات التعليم العالي 2020.

 وفي هذا المعرض الذي عقد في الفترة ما بين 20 إلى 22  حزيران 2020 ، أتيحت الفرصة للزوار من 165 دولة للاجتماع مع ممثلي مؤسسات التعليم العالي والحصول على معلومات مفصلة عبر الإنترنت ، دون دفع أي رسوم. وتم تنظيم معارض افتراضية مماثلة للطلاب الدوليين في الجامعة للطلاب المرشحين وأولياء الأمور الذين يستكشفون طرق الدراسة في تركيا .

 

- "الثورة الصامتة" ؛ التعاون بين الجامعة والصناعة

وخطى مجلس التعليم العالي خطوات ثابتة في اتجاه تقوية التعاون بين الجامعة والصناعة او ما سمي بـ "الثورة الصامتة". وعليه ، تم البدء في ممارسات فتح المعاهد المهنية في المناطق الصناعية المنظمة وتشجيع التعليم الموجه نحو ورش  العمل . وبينما تم دعم طلاب الدراسات العليا بالحصول على منح دراسية في مشاريع البحث العلمي ، فقد تم تقديم الدعم لإنشاء مكاتب شركات مختصة في نقل التكنولوجيا . كما تم إطلاق برامج الدكتوراه YÖK-Aselsan (أكاديمية Aselsan).

تستمر المبادرات والمشروعات والتعديلات في التعليم العالي من قبل مجلس التعليم العالي . وفي هذا الشأن يتم تنفيذ توظيف باحث ما بعد الدكتوراه (Post-doc) ، وإجازة بحث مدفوعة الأجر ، وتوظيف اعضاء هيئة التدريس المتقاعدين بعقود خاصة ، والتطورات الجديدة في الاعتراف ومعادلة الشهادات ، والتعليم دون عوائق ودراسات الوصول في التعليم العالي ، وجوائز التفوق العالي ، وتأسيس المجلس الاستشاري للتعليم العالي ومجلس التنسيق للمدراس المهنية العالية ولازالت هناك مشاريع مستمرة  كمشروع الحفاظ على الميراث الأكاديمي في الشرق الأوسط .

 

- التحول الرقمي في الجامعات

في الآونة الأخيرة ، تم تطبيق أنظمة مبتكرة في البيئة الرقمية في مجال التعليم العالي. كما تم إجراء دراسات حول النظام الرقمي ومشاركة البيانات في مجلس التعليم العالي .

تم البدء بتقديم خدمات ومن على البوابة الحكومية الالكترونية في  مجال معادلة الشهادات عبر الإنترنت ، وأطلس مجلس التعليم العالي ، والخدمة الأكاديمية في مجلس التعليم العالي ، والمركز الوطني للرسائل الجامعية ، والتسجيل الالكتروني للجامعات ، والمسار المهني والوظيفي لمجلس التعليم العالي ، والحصول عبر الانترنت على شهادة التخرج ، وتطبيقات مجلس  التعليم العالي على الهاتف المحمول .لقد قام مجلس التعليم العالي وبدءاً من العام الحالي بتنفيذ مشروع التحول الرقمي في التعليم العالي لأول مرة في تاريخ التعليم العالي تحت شعار " نحو رقمنة مجلس التعليم العالي " .  

- "العلم المفتوح والوصول المفتوح"

نتيجة لسلسلة من الترتيبات التي تم إجراؤها مع دراسات "العلم المفتوح والوصول المفتوح" في نطاق الدراسات التي قام بها مجلس التعليم  العالي ، وتم إحراز تقدم كبير في مجال الوصول المفتوح للعلم المفتوح. ولا زال العمل في "مشروع برنامج نظام العلوم المفتوحة لمجلس التعليم العالي " مستمراً .

- التدابير المتخذة من قبل مجلس التعليم العالي للوقاية من فيروس كورونا 

تم إطلاق "منصة دروس لـمجلس التعليم العالي " والمقدمة لطلاب الجامعة في نطاق التدابير الجديدة المتخذة للحد من وباء فيروس كورونا (Kovid-19) ، والوصول المجاني إلى محتوى هذه المنصة وبحزمة سعتها 6 جيجا بايت وذلك ضمن "دعم التعليم عن بعد" التي سيتم تحديدها بواسطة مشغلي الهاتف المحمول. في بنية مجلس التعليم العالي تم إنشاء "لجنة سياسات التعليم عن بعد" ، وتتألف من أكاديميين خبراء في التعليم عن بعد ومن تخصصات وجامعات مختلفة.

 

- حقبة جديدة مع مشروع الرؤية المستقبلية لمجلس التعليم العالي

مع مشروع الرؤية المستقبلية لمجلس التعليم العالي ، والذي بدأه ولأول مرة ومنذ تاريخ تأسيسه ، حيث تم تقديم طريقة ادارة جديدة  في اطار من مراعاة الشفافية والجدارة وتكافؤ الفرص في تعامله مع الكوادر الأكاديمية مع عدم اغفال الأسس الجارية في التعامل .  

في اطار هذا المشروع ، ستكون الأولوية ليست للأشخاص بل للمجالات . حيث سيتم  الأخذ بنظر الاعتبار احتياجات الدولة في مسيرها التنموي فيما يخص الجامعات الحكومية وعلى اساس خطة مركزية رصينة .  

وسيتكون هذا المشروع من مراحل ثلاثة ؛ حيث تبدأ المرحلة الأولى من المشروع بتوظيف مساعدين باحثين في مجالات متعددة التخصصات تحظى بأهمية  في تنمية البلاد. حيث تم تخصيص كوادر اضافية للجامعات تحت باب " توظيف باحثين في المجالات ذات  الأولوية " حيث ستتابع الجامعات بعد اخذ الأذونات اللازمة بمتابعة المسألة وحسب الشروط الواجبة .

وستتتم هذه التعيينات في شروط من الجدارة بحيث لا تختص بجامعة دون اخرى بل ستتحول الى محط يتم عن طريقه خدمة كل تركيا وليس منطقة دون أخرى .  

والمرحلة الثانية من المشروع هي "توظيف أعضاء هيئة التدريس في مجالات ذات الأولوية". في هذه المرحلة من المشروع ، يتم تحديد مجالات التكنولوجيا الحساسة وذات الأولوية . لقد تم تحديد الأولويات ذات التأثير والشروط الموجودة وذلك  في مجالات التكنولوجيا الحساسة في  العالم . بعد ذلك ، تم إجراء التحليلات الببليومترية فيما يتعلق بكفاءة الجامعات في هذه المجالات المحددة. حيث تمت مطابقة هذه المجالات الحساسة مع أقسام الجامعات المتفوقة.

في نطاق " توظيف باحثين في المجالات ذات الأولوية " ، مُنحت الجامعات أذونات تعيين إضافية لكوادر أكاديمية  (اعضاء هيئة تدريسية / حاصلين على شهادة دكتوراه ، واستاذ مشارك ، وأستاذ دكتور ) في المجالات التي تحظى بالأولوية في مسار التنمية في البلد وتسمى "التكنولوجيات الحيوية الحساسة" في العالم.

تم تخصيص 750 عضو هيئة تدريس إضافي في 18 مجالًا تقنيًا حيويًا وفي 77 جامعة .  بمعنى آخر ، ستتمكن الجامعات من الحصول على 750 كادراً إضافيًا من أعضاء هيئة التدريس ، بالإضافة إلى أذونات الموظفين الحالية. وبالتالي ، فإن الأقسام التي تضم أعضاء هيئة تدريسية متفوقة في مجالات التكنولوجيا الحيوية المهمة للبلد هي فقط التي ستتمتع بالامتياز وذلك  لنجاحها وتفوقها.

ستكون المرحلة الثالثة من المشروع هي "منصة المهنية والجدارة الأكاديمية في مجلس التعليم العالي "  ، والتي ستوفر رؤية جديدة لتوظيف أعضاء هيئة التدريس الشباب . وستضم هذه المنصة والتي تحولت من فكرة خيالية الى واقع عبر اشراك الجامعات المؤهلة مع الطلاب الدكتوراه المؤهلين .  

لقد تم تصميم هذا المشروع من أجل ايجاد وسط أكثر شفافية يعطي اهمية للجدارة والمهنية في توظيف الأكاديميين والباحثين والعلماء الذين أكملوا درجة الدكتوراه في نظام التعليم العالي التركي. وستكون المنصة متاحة في الأيام المقبلة.

- مشروع الاناضول لمجلس التعليم العالي

من المقرر تنفيذ "مشروع الأناضول لمجلس  التعليم العالي "  ، الذي تم تصميمه لأول مرة بهدف القضاء على أوجه القصور  للجامعات في الاناضول مع الجامعات المتطورة نسبيا ورفع مستوى تلك الجامعات لتضاهي الجامعات الأكثر تطورا في العالم . 

 

Kaynak: Anadolu Ajansı